الزَهراء هَنِّي... قصة طالبة طب حملت القرآن

الزهراء هنِّي... قصَّة طالبة طبّ حملت القرآن

مريم البتول فردي و يانيس أعفير


من الجميل أن تكون ناجحا في دراستك، الأجمل منه هو أن تكون طموحا تقوي قدراتك في شتى المجالات، تتقن لغات مختلفة ومهارات متعددة، والأعظم من ذلك كله هو أن يكون مما لا تفرط فيه هو القرآن الكريم، ألا تهجر قراءته، العمل به و حتى حفظه ولو قل، وشخصية مقالنا اليوم هو نموذج من قلب جامعتنا حفظت القرآن الكريم وأتقنت أحكامه تسرد لنا رحلتها معه وطريقها لنيل الجائزة الأولى في مسابقة دبي الدولية لحفظ القرآن الكريم شهر نوفمبر الفارط. 

من هي الزهراء؟ كيف كانت رحلتها مع القرآن الكريم؟ ما أثر ذلك في حياتها وما هي نصيحتها لكل من يرغب في حفظ كتاب الله؟



...عزيمة مستمرة منذ الصغر

في السادسة من عمرها وبمسجد قريب من حيث تقطن، ابتدأت الزهراء حفظها لسور القرآن الكريم على يد معلمتها التي سرعان ما لاحظت قوة حفظها وسرعة بديهتها فتابعتها في رحلة حفظها. لم يكن ذلك بالأمر السهل كما أنه لم يتطلب منها ان توقف حياتها من أجله كيف و القران هو من يدعو للنجاح في كل الشؤون و لكنها وقفت بعد كل سقوط ولم تستسلم إلى أن توج مجهودها بإتمام حفظه و !هي لم تتجاوز الحادي عشر من عمرها 


 !الحفظ صيد والمراجعة قيد


لم تكتف زميلتنا بحفظ القرآن ثم وضعه جانبا بل واصلت اهتمامها بمراجعته والخوض في بحار قراءاته فسنة بعد ذلك في سن الثاني عشر تم تكريمها بالمرتبة الأولى في أول مشاركة وطنية لها وتتالت مشاركاتها في مسابقات وطنية ودولية حيث كانت تحوز دوما على المراتب الأولى.


ماذا عن مسابقة دبي الدولية لحفظ القرآن الكريم؟
بعد أن انقطعت مدة عن خوض المسابقات بعد بداية مزاولتها دراستها الجامعية، تمت دعوة الزهراء لتمثيل الجزائر في مسابقة دبي الدولية. "أن تمثل الجزائر باسم القرآن الكريم وفي شهر نوفمبر ذي الرمزية العميقة لوطننا أمر لا يرد" هكذا عبرت الزهراء عن قرارها خوض هاته التجربة الفريدة التي توجت بنيلها المرتبة الأولى، صحيح و لكن أيضا و خاصة لقائها مع نماذج متميزة من شتى أنحاء العالم، صغارا و كبارا يتغنون بالقرآن الكريم و يتلون آياته في جو إيماني جميل.


كيف لمن يتفوق في حفظ القرآن ألا يُوَّفق فيما سواه؟


القرآن كتاب حياة... بالإضافة لحفظ القرآن الكريم، تميز مشوار زهراء الدراسي بالتفوق أيضا و توج بحصولها على شهادة البكالوريا بدرجة ممتاز و اختارت مجال الطب شغفا منها "لخدمة الآخرين" بعلمها.


كيف كان أثر القرآن في حياتها ؟ 


’’أنـا لم أحفظ القرآن بل القرآن هو من حفظني‘‘ 

للقرآن أثر نفسي عميق يعطي طمأنينة، تذكيرا مستمرا و رفع همة وبكثير من الإنفعال تقول لنا: "كم من دمعة مسحها لي القرآن و كم من جروح ضمدتها آياته, كم من غربة وجدتها في روحي آنس وحشتها القرآن. أحاول دائما و أنا أقرأ أ ن أبحث عن نفسي بعد كل آية، أن أجد ما يقصدني و يعنيني، أن أجد ما ينفعني و يحتويني، أن أجد دواء يشفي آلامي و سعادة تكسر هم أوجاعي و يكفيني من ذلك كله أني طالما أحسست أن في حياتي بركة و دعواتي بحمد الله و بركة القرآن مباركة."


ما هي نصيحتك لزملائك؟

 "نصيحتي لجميع اخوتي وأخواتي أنه ما دمنا مع القرآن فلن يضيعنا الله عز وجل ففي زمن كثرت فيه الملهيات و الفتن بشتى أشكالها لا بد أن نستميت من أجل أن نبقى في عداد الحفاظ، نحجز مكانا مع أهل الله و خاصته و نداوي مرضانا بالحب و الإخلاص، بالعطاء و الوفاء و بأخلاق القرآن. " تقول لنا الزهراء... نموذج يحتذى به


Commentaires

Articles les plus consultés